جنيف- أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قيام مسلحين بإحراق مقر "قناة النبأ" الليبية في ضواحي طرابلس. وبين الأورومتوسطي وفق معلومات وصلت فريقه عبر عدد من المراسلين والصحفيين داخل القناة بأن المقر تعرّض لهجوم مسلح  الأربعاء الماضي 15 آذار/مارس 2017 من قبل عناصر مسلحة قاموا بعد اقتحام المبنى بإحراقه بشكل كامل وسرقة سجلات ومعلومات العاملين في القناة؛ الأمر الذي جعلهم مهددين في حياتهم وممتلكاتهم.

وأكدت الباحثة القانونية في الأورومتوسطي، إيناس زايد، على  "تمتع الصحفيين كـ "مدنيين" بحماية القانون الدولي الإنساني من أي هجمات في بلدان النزاع المسلح  طالما لم تكن لهم مشاركة مباشرة في الأعمال العدائية". وبينت زايد "أن أية مخالفة لهذه القاعدة تعد انتهاكاً خطيرًا لاتفاقيات جنيف وبروتوكولها الإضافي الأول، وخاصة المادة 4/أ من اتفاقية جنيف الثالثة، والمادة 79 من البروتوكول الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف لعام 1949".  

وأوضح الأورومتوسطي أن العاملين في "قناة النبأ" بصفتهم صحفيين أيضًا يتمتعون بالحماية الكاملة من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، لافتًا إلى أن استهداف الصحفيين أو التعرض المباشر لحياتهم  يرقى إلى جريمة حرب بمقتضى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، خاصة وأن المعلومات التي تتعلق بهم أصبحت في يد مرتكبي الحادثة.

وأكد المرصد الحقوقي الأوروبي على ضرورة قيام السلطات بتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني بشكل عام والصحفيين بشكل خاص وتوفير سبل الوصول الآمن إلى المعلومات وضمان عدم مطاردتهم أو ملاحقتهم بناءًعلى ما يقومون بنشره. داعيًا إلى التحقيق في حوادث الاعتداء على الصحفيين، ومحاسبة كل من يقوم بذلك تطبيقًا للمسؤوليات الدولية واحترامًا للقانون الدولي الإنساني.