قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن مقاتلي قوات جيش الإنقاذ الليبي التابعة للواء المتقاعد "خليفة حفتر" قاموا بارتكاب إعدامات ميدانية وتمثيل بالجثث، فضلاً عن نبش بعض القبور، وذلك عقب سيطرتهم على منطقة "قنفودة" غرب مدينة بنغازي شرق ليبيا قبل أيام، بعد اشتباكات دامية شهدتها المدينة بين القوات الموالية لحفتر ومقاتلين يتبعون ل"مجلس شورى قوات بنغازي".
ما حدث في مدينة بنغازي يعبر عن وحشية منزوعة من الأخلاق الإنسانية، وضرب بعرض الحائط لحقوق الإنسان
يحيى أشرف، الباحث في شؤون شمال أفريقيا
وأشار الأورومتوسطي إلى أن مقاطع فيديو وصوراً صادمة حصل عليها -بعضها نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي- أظهرت قيام القائد العسكري البارز في قوات ما يعرف بعملية الكرامة، النقيب "محمود الورفلي"، بإعدام ثلاثة أشخاص مقيدي الأيدي من خلال إطلاق الرصاص على رؤوسهم مباشرة في مدينة بنغازي. وأظهر مقطع فيديو آخر قيام مجموعة مسلحة تابعة لنفس القوات بإعدام مقاتل من "مجلس شورى ثوار بنغازي" في منطقة قنفودة غربي المدينة، من خلال إطلاق النار عليه بشكل جماعي بعد جره وضربه ورميه وسط مكبّ للقمامة.
كما وثق المرصد الأورومتوسطي قيام المقاتلين التابعين لقوات "حفتر" بنبش القبور وإخراج عدد من الجثث بعد السيطرة على منطقة قنفودة السبت الماضي (18 آذار/ مارس2017)، حيث كان يتحصن "مقاتلو مجلس شورى ثوار بنغازي" مع مدنيين آخرين. وعُرف من بين الجثث التي تم التنكيل بها جثة القائد العسكري السابق ب"مجلس شورى ثوار بنغازي" "جلال المخزوم"، والذي دفن قبل أسبوع، حيث وضعت جثته على سيارة تجول بها مسلحو قوات حفتر في بنغازي قبل التنكيل والتمثيل بها فيما بعد.
قال يحيى أشرف، الباحث في شؤون شمال أفريقيا "ما حدث في مدينة بنغازي يعبر عن وحشية منزوعة من الأخلاق الإنسانية، وضرب بعرض الحائط لحقوق الإنسان" مشيراً إلى أن انهيار نظام العدالة في ليبيا والانحدار الأمني الحاد أدى إلى ارتكاب الجرائم بمنأى عن القانون والمحاكمة العادلة، في ظل عدم وجود رد فعل حازم صادر عن القيادة العامة للجيش والجهات الدولية المساندة للحكومة المعترف بها دولياً.
وأكد المرصد الحقوقي الأوروبي على أن قوات حفتر تتحمل المسؤولية الجنائية والمدنية عن الانتهاكات المرتكبة، والتي تصل إلى اعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مطالباً جميع الأطراف العمل على وقف القتال في كافة أرجاء ليبيا، وإخراج الاسرى المحتجزين من قبل جميع الأطراف، مع ضمان سلامة العائلات والمدنيين خاصة ممن كانوا محاصرين في منطقة قنفودة، وضرورة تفعيل عمل لجان التحقيق من قبل الجهات الرسمية في التعامل مع الأحداث.