جنيف- قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه جمع إفادات لأطباء وشهود عيان من منطقة خان شيخون في محافظة إدلب شمال سوريا، والتي تعرضت لهجوم كيميائي صباح الثلاثاء4 نيسان (أبريل) 2017، تفيد بوجود عشرات الأشخاص الذين اختنقوا بسبب الهجوم الكيميائي الذي تعرضت له المنطقة، وبقوا في بيوتهم لعجزهم عن الخروج بسبب الإصابة، وهو ما يرجح إمكانية ارتفاع عدد ضحايا الهجوم، والذي سجل حسب إحصاءات أولية وفاة 100 شخص، منهم 30 طفلاً وامرأة قتلوا على الفور، وإصابة أكثر من 400 آخرين.

 

    الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي، المنعقد اليوم الأربعاء، مطالب بفرض إجراءات عقابية للمتسبب بهذه الكارثة الإنسانية، والأمر بحظر الطيران فوق المناطق المدنية   

وأوضح أحد الأطباء من منطقة خان شيخون لفريق الأورومتوسطي أن عناصر الدفاع المدني قاموا بكسر أبواب البيوت وإخراج المصابين من منازلهم، حيث أن الهجوم كان قد وقع قرابة الساعة 6:30 صباحًا، وحصلت حالات كثيرة من الاختناق والوفاة بين السكان داخل البيوت وهم نائمون، ولم يستطيعوا الوصول إلى مخرج البيت.

وفي شهادته للأورومتوسطي قال أحد الأطباء في المنطقة (يتحفظ المرصد على ذكر اسمه لغايات سلامته): "سمعنا تعميمًا عبر جهاز الاتصال اللاسلكي عن وجود طيران حربي في الأجواء، وحدث بعدها مباشرة تفجير أول ثم تلاه تفجير ثان بعد ثوان معدودة. وعلمت بعدها عبر تعميم آخر عن حدوث حالات تسمم بغازات وضرورة إخلاء المنطقة التي استهدفت". ويضيف: "بقيت في البيت بعد التعميم حوالي نصف ساعة لتهدئة الزوجة والأولاد، وقمت بإغلاق الأبواب وإحاطة المنافذ بمناشف مبللة بالمياه، ثم خرجت إلى منطقة الاستهداف، وهناك شاهدت وفيات كثيرة، لا سيما بين الأطفال، وأشخاصًا في حالة غياب عن الوعي، ومصابين بتشنجات عضلية، وصعوبة حادة في التنفس، ومفرزات رغوية غزيرة من الفم، بالإضافة الى الحدقات الدبوسية. ولم نستطع في تلك اللحظات تحديد أعداد الوفيات بشكل دقيق، بسب الزحام الشديد في منطقة الحدث، ولكنني شاهدت أكثر من 25 حالة وفاة في تلك الساعة".

ولفت الأورومتوسطي إلى شهادة طبيب من العاملين في أحد مراكز الرعاية الصحية الأولية في المنطقة، حيث قال في شهادته "إن حوالي 200 حالة إصابة بغاز السارين وصلت إلى مركز الرعاية، فيما تم تحويل مئات المصابين إلى مَشافٍ خارج المنطقة والمناطق الحدودية". وأضاف الطبيب: "هناك مأساة حقيقية إذ لا نستطيع عمل شيء للمصابين بالكيميائي، خصوصًا مع النقص الحاد في كل المستلزمات والأدوات الطبية اللازمة".

وقال المرصد الأورومتوسطي إن وحدة العلاج الميداني في منطقة الهجوم تعرضت هي الأخرى لقصف بالطائرات بعد ساعات قليلة من الهجوم الكيميائي. وبحسب أحد الأطباء في المنطقة "جرى التعميم من خلال الأجهزة اللاسلكية بأن الغارات ناتجة عن طيران حربي روسي بصواريخ شديدة الانفجار، قامت باستهداف النقطة الطبية التي يتم إسعاف المصابين فيها وقامت أيضا باستهداف جهاز الدفاع المدني".

وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بضرورة أن يتمخض الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي، والمنعقد اليوم الأربعاء لبحث الهجوم الكيميائي في منطقة خان شيخون في الشمال السوري، عن إجراءات عقابية للمتسبب بهذه الكارثة الإنسانية، والأمر بحظر الطيران فوق المناطق المدنية. وجدد المرصد الحقوقي تأكيده على ضرورة عدم تملص المجتمع الدولي من مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه ما حصل في منطقة "خان شيخون" وما يحصل من مجازر إنسانية في كافة أنحاء سوريا منذ سنوات.