قالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافي بيلاي إن عدد المتظاهرين والمحتجين الذين قتلوا بالمواجهات مع قوى الأمن في سوريا يتجاوز خمسة آلاف شخص، ورأت أن هذا العدد من القتلى يشكل رقما كبيرا، ويتعين أن يتسبب بصدمة للمجتمع الدولي تجعله يتخذ إجراء إزاءه.

وأقرت بيلاي أمام جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي مساء أمس (26/01/2012) بأن منظمتها لم تعد قادرة على إعطاء حصيلة دقيقة لضحايا القمع في سوريا بسبب ما وصفته بالتشرذم على الأرض، إضافة إلى أن بعض المناطق السورية مغلقة تماما، مثل أجزاء من مدينة حمص.

وأشارت إلى أنها لم تتلق تقرير فريق المراقبين العرب الذي قام بمهمة في سوريا مؤخراً، مضيفة أنهم يقدمون تقريرهم مباشرة للجامعة العربية.

واعتبرت أن إرسال الجامعة العربية مراقبين إلى سوريا يُعد جهداً إيجابياً بسبب أهمية وجود مراقبين على الأرض حتى يتم التمكن من الحصول على معلومات دقيقة.

وعبرت عن استعدادها لتوفير التدريب للمراقبين العرب، لكنها أشارت إلى وجود هؤلاء المراقبين لا يمنع هيئات أخرى مثل مجلس الأمن الدولي من اتخاذ إجراء فيما يتعلق بسوريا.

ملف ليبيا

وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، أعربت بيلاي عن القلق إزاء عدم سيطرة الحكومة في هذا البلد بشكل فعال على الكتائب الثورية والعواقب المترتبة على ذلك، واعتبرت أن السلاح الذي حصلت عليه الكتائب يشكل تهديدا للأمن العام وحماية حقوق الإنسان.

وأعربت عن قلقها الشديد من ظروف اعتقال الأشخاص الذين تحتجزهم الكتائب، ومنهم عدد كبير من رعايا أفريقيا شبه الصحراوية متهمون بدعم العقيد الراحل معمر القذافي.

وقالت إن مكتبها تلقى معلومات عن حصول عمليات تعذيب في مراكز الاعتقال السرية، ودعت إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء الانتهاكات وخاصة التي تقع في أماكن الاحتجاز، وحثت السلطات على تحويل التزامهم تجاه العدالة الانتقالية إلى حقيقة واقعة مع معالجة الانتهاكات المرتكبة من قبل النظام السابق والتي وقعت أثناء الصراع من قبل جميع الأطراف.

وطالبت بأن تكون جميع مراكز الاعتقال تحت إشراف الحكومة الليبية، وقالت إن عدم وجود إشراف من السلطات المركزية يخلق بيئة مواتية للتعذيب وإساءة المعاملة.

وذكرت المفوضة الأممية أن لجنة تقصي الحقائق المكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا تحقق بالوقت الراهن في التقارير التي أفادت بوقوع وفيات بين المدنيين من جراء عمليات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا.

وذكرت أن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن الناتو بذل جهده للحد من وقوع الضحايا في صفوف المدنيين، مضيفة أن على الحلف كشف المعلومات المتعلقة بالحوادث التي قتل أو أصيب فيها مدنيون.


المصدر: الجزيرة نت.