جنيف - في كلمة له أمام مجلس حقوق الإنسان في دورته التاسعة والثلاثين أمس الجمعة، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه وبينما تعيش دولٌ عدةٌ في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا –بما فيها ليبيا وسوريا- في دائرةٍ متواصلةٍ من العنف الذي طال عشرات الملايين من المدنيين فيها، يبقى مئات الآلاف من الشباب الأكثر تأثرًا بعواقب تلك النزاعات، إما من خلال التعرض للانتهاكات بشكلٍ مباشر، أو من خلال الزج بهم في الأعمال المسلحة.
النزاع المسلح في سوريا ما زال يحصد حياة الآلاف من الشباب الذين يقضون يوميًا تحت القصف أو التعذيب، أو نتيجةً لانعدام المواد الغذائية والطبية
غادة الريان، باحثة في الأورومتوسطي
وذكرت "غادة الريان"، الباحثة في الأورومتوسطي، في كلمتها التي ألقتها بالشراكة مع منظمة جسور، إن أطراف النزاع في ليبيا تنتهج أسلوب التعذيب كوسيلةٍ للضغط على الشباب والمعارضين في كافة المناطق الليبية، وفي أغلب مرافق الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية.
وفيما يتعلق بالعاملين في المجال الإنساني، والذين يشكل الشباب نحو 70% منهم، أكدت "الريان" أنهم لم يسلموا من الاعتداءات أيضًا، حيث وثق المرصد الأورومتوسطي مقتل نحو 18 شخصًا تابعين لهيئاتٍ إغاثية وطبية ورصد 34 حالة اعتداء واعتقال تعسفي ضد موظفي الجمعيات الإغاثية خلال الأعوام السبعة الماضية.
أما في سوريا، بيّنت "الريان" أن النزاع المسلح ما زال يحصد حياة الآلاف من الشباب الذين يقضون يوميًا تحت القصف أو التعذيب، أو نتيجةً لانعدام المواد الغذائية والطبية. وأضافت الريان أن منظمتها وثقت خلال النصف الأول من عام 2018، مقتل 86 شخصًا من الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني، كما سجلت 165 اعتداء على مراكز طبية ودفاع مدني وسيارات إسعاف نفذتها مختلف الأطراف.
ودعا كل من المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومؤسسة جسور المجلس والدول الأعضاء فيه إلى تبني استراتيجية فعالة لاحتواء الشباب في مناطق النزاعات ورعايتهم ومتابعة الانتهاكات التي تطالهم، بما في ذلك تعيين مقرر خاص للشباب، وتشكيل لجنة تحقيق لتحديد المسؤولين عن تلك الانتهاكات، والسعي لتقديمهم للمحاكمة.