بفعل النزاعات المسلحة والحروب الممتدة فيها منذ عقود، تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بؤرة لممارسة انتهاكات حقوق الإنسان بكافة أشكالها، في الوقت الذي يبقى فيه معظم الجناة دون محاسبة بشكلٍ يسمح بتفشي الانتهاكات ويعطي الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الاعتداءات.
خلال العقد الماضي، تفشت تلك الانتهاكات على نحوٍ غير مسبوقٍ دون رادع في أغلب الأحيان، بشكلٍ دفع البعض لفقد الإيمان بجهود المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم. لكن وبالرغم من تزايد وتيرة الاضطهاد في كلٍّ من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، لا بدَّ لنا أن نثمن الفرق الذي يصنعه آلاف المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم. اليوم، حجم الفارق الذي نصنعه مهم، لكننا نؤمن أن الأهم من ذلك هو ما قاله بروفيسور "ريتشارد فولك"، رئيس مجلس أمناء المرصد الأورومتوسطي: "أن يدفعنا الإيمان بانتصار العدالة في النهاية لمواصلة النضال رغم الإحباط وخيبة الأمل"
هذا الشهر، فريق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فخور لتحقيق عمله مع منظمات عدة حول العالم تغييرًا حقيقيًا وخطوات جديدة فعلية نحو تحقيق العدالة لضحايا الانتهاكات في مناطق عمله.
اليمن
توصل طرفا الصراع في اليمن؛ الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في 27 من سبتمبر، إلى اتفاق يتضمن تبادل أكثر من ألف أسير، وذلك بعد أسبوع من المحادثات بوساطة الأمم المتحدة في سويسرا. ووفقًا للاتفاق، ستسلم الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية 680 أسيرًا للحوثيين مقابل إفراج الحوثيين عن 400 أسير، بينهم 15 سعوديًا وأن يتم تنفيذ عملية تبادل الأسرى بإشراف لجنة من منظمة الصليب الأحمر في المرحلة المقبلة.
خلال الأشهر الماضية، كثفت منظمات الدولية، بما في ذلك الأورومتوسطي، حملات ضغط ومناصرة استهدفت صناع قرار يمنيين ومسؤولين أمميين ومنظمات دولية أخرى، لمطالبتهم بالعمل على الإفراج عن المعتقلين والمخفيين قسريًا في اليمن.
وخلال سنوات الصراع، وثق الأورومتوسطي عشرات الحالات لأشخاص تعرضوا للإخفاء القسري والاعتقال من قبل الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، فيما تم تقديم شكاوى تتعلق ببعض المختفين قسريًا للإجراءات الخاصة بالأمم المتحدة.
السعودية/الإمارات
تبنى البرلمان الأوروبي في 17 سبتمبر قرارًا يدعو فيه دول الاتحاد الأوروبي لعدم بيع أسلحة إلى السعودية والإمارات بسبب الحرب في اليمن وجريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، داعيًا إلى حظر تزويد السعودية والإمارات بمعدات وتكنولوجيا المراقبة بعد تصنيفها بدول قمعية.
في أبريل 2019، وجه الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رسائل عاجلة للاتحاد البرلماني الدولي واللجنة المشتركة لحقوق الإنسان في البرلمان البريطاني إضافة إلى رئيس الدورة الخامسة للمؤتمر الخاص بالأطراف المتعاقدة على اتفاقية تجارة الأسلحة "جانس كاركلنز"، حول عدد من التقارير تتحدث عن أسلحة باعتها دول أوروبية وتم استخدامها في صراعات مسلحة فتّاكة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وطالب المرصد في رسالته الدول الأوروبية إلى التوقف عن بيع الأسلحة إلى الدول التي قد لا تحترم القانون الدولي والمعايير المتعلقة بالحق في الحياة وحماية المدنيين في النزاعات المسلحة، داعياً الدول أن تحذو حذو الدول الأوروبية الأخرى التي توقفت عن تصدير الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية وتنفيذ قرار البرلمان الأوروبي 2018/2157(INI) الداعي إلى فرض حظر على التحالف الذي تقوده السعودية.
سوريا
كشف وزير الخارجية الهولندي "ستيف بلوك" في 18 سبتمبر عن إعداد هولندا دعوى قضائية ضد سوريا أمام محكمة العدل الدولية في خطوة لمحاسبة حكومة بشار الأسد على انتهاكات لحقوق الإنسان.
واتخذت هولندا هذا القرار نتيجة لعرقلة روسيا مساعي عدة في مجلس الأمن لإحالة الانتهاكات في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية.
خلال حملة ضغط ومناصرة امتدت لأعوام، خاطب الأورومتوسطي بالتعاون مع منظمات شريكة المنظمات الأممية المعنية للضغط على الحكومة السورية لوقف العمليات العسكرية التي من شأنها تعريض حياة المدنيين سورية للخطر.
وعمل الأورومتوسطي مع منظمات شريكة على توثيق وفضح الانتهاكات المروعة التي تنفّذها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري خاصًة أمام مجلس حقوق الإنسان وأعضاء الاتحاد الأوروبي. شملت الانتهاكات التي تم كشفها وتوثيقها عمليات قصف المناطق والمدن والبلدات الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة شمالي غربي سوريا وقتل المدنيين والإخفاء القسري لمئات الالاف من السوريين.
مذكرات الأورومتوسطي لأعضاء البرلمان الأوروبي
مالطا
أصدرت السلطات الإيطالية في 14 سبتمبر قرارًا يقضي بالسماح لـ27 مهاجرًا –بينهم طفل وامرأة حامل- بالنزول من سفينة الشحن "MaerskEtienne" بعد احتجاز إيطاليا ومالطا المتعمد لهم في البحر لـ39 يومًا.
وكان الأورومتوسطي في 27 أغسطس خاطب السلطات في مالطا للسماح بالنزول الفوري لطالبي اللجوء من على متن سفينة الشحن، وتوفير التدابير القانونية والإنسانية اللازمة التي تضمن استقبالًا كريمًا لهم.
وحذر الأورومتوسطي في خطاباته من أن احتجاز سفن الانقاذ سابقة خطيرة للغاية فيما يتعلق بإعاقة عمليات الإنقاذ في البحر قد يدفع إيقاف السفينة لـ39 يومًا، وهي أطول مدة في التاريخ البحري للاتحاد الأوروبي، السفن الأخرى إلى الاختيار بين إنقاذ المهاجرين المعرّضين لخطر الغرق، أو التعرّض للاحتجاز والتأخير وبالتالي فقدان القدرة على الالتزام بالمواعيد النهائية لتسليم شحناتهم.
البيان الصحفي
ألمانيا/ بلجيكا
استقبلت ألمانيا في 30 سبتمبر، 88 مهاجرًا من اليونان من فئة القاصرين وذوييهم وهم جزء من 150 مهاجرا كانت السلطات الألمانية قد أعلنت عن نيتها في استقبالهم من مخيم موريا بعد الحريق الذي أصاب المخيم وشرد قاطنيه. كما أعلنت السلطات البلجيكية عن اعتزامها إيواء ما يتراوح بين 100 إلى 150 لاجئا إضافيا من نفس المخيم في خطوة لتخفيف أعباء اللاجئين عن اليونان ودعم الفئات الأكثر هشاشة من اللاجئين.
وكان الأورومتوسطي بالشراكة مع منظمات حقوقية أخرى، قد خاطب دول الاتحاد الأوروبي بعد حادثة حريق مخيم موريا المروعة لتسليط الضوء على الأوضاع الصعبة في المخيمات وخاصة في اليونان. وطالبهم بالعمل على تحسين أوضاع طالبي اللجوء خاصة الذين يعيشون في المخيمات المكتظة لاستيعاب مزيد من طالبي اللجوء وتوزيع الأعباء فيما بينها.