منذ بداية الحراك الشعبي في سوريا في 15 مارس/آذار 2011، فقد عشرات الآلاف من المدنيين أرواحهم نتيجة القصف، والتفجيرات، والتعذيب، والأسلحة الكيماوية، والذخائر العنقودية والبراميل المتفجرة وغيرها من الأسلحة العسكرية المُستخدمة في النزاع.
خطر الموت الذي يحاصر المدنيين السوريين منذ ما يزيد على 10 سنوات لم يقتصر على العمليات العسكرية واستخدام الأسلحة بأنواعها من القوات السورية النظامية، والقوات الروسية والجماعات المسلحة الأخرى فحسب، بل امتد ليشمل نوعاً آخر يكاد يفوق في آثاره المميتة العمليات العسكرية المباشرة، وهي الألغام الأرضية التي تستخدمها أطراف النزاع في سوريا حتى هذه اللحظة، والتي صُممت لتُزرع تحت الأرض أو فوقها بهدف الانفجار عند اقتراب الأشخاص أو المركبات المُستهدفة منها.
استخدم النظام السوري في بداية الحراك الشعبي الألغام والأجسام المتفجرة لترويع الناس، وإجبارهم على عدم الخروج في التظاهرات التي انطلقت وقتها للمطالبة بإسقاط النظام، إذ عمدت قوات النظام إلى زرع عبوات ناسفة في مناطق تجمعات سكنية، أو في حاويات القمامة قرب المدارس.