جنيف - أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بشدة، إقدام القوات الإسرائيلية على استهداف أسر بأكملها وإيقاعها بين قتلى وجرحى من خلال تدمير منازل على رؤوس قاطنيها، في عمليات عسكرية تتسم باللاإنسانية، وتخرق مبدأ التمييز والتناسب.

ووثق المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف، 19 حالة قصف مباشرة استهدفت عائلات ممتدة، منها 13 حالة قصفت فيها منازل على رؤوس قاطنيها، وحالتين استهدفت خلالها تجمعات، إلى جانب حالتين استهدفت فيها سيارة، وحالتي قصف أرض ومزرعة. 

   هذه الغارات جاءت ضمن مئات الغارات الإسرائيلية التي استباحت كل شيء في قطاع غزة، وألحقت دمارًا كليًا أو بالغا بـ 719 وحدة سكنية، فضلًا عن أضرار متفاوتة طالت ما لا يقل عن 4 آلاف منزل ومنشأة   

 

وأسفرت هذه الغارات، حتى إعداد ساعة نشر هذا البيان عن مقتل 53 فلسطينيًا، بينهم 20 طفلًا، و14 امرأة. وبين الضحايا، رجل وزوجته وطفلته، وأمهات وأطفالهن، وأشقاء. فيما قُتلت 3 أمهات مع أربع أو ثلاث من أطفالهن، مع العلم أن هذه الحصيلة ما تزال مرشحة للارتفاع نظرًا لوجود مفقودين من بعض هذه العائلات تحت الأنقاض، حيث تواجه طواقم الإنقاذ صعوبات في البحث عنهم. 

ومن بين الجرائم التي وثقها الأورومتوسطي ما حدث فجر اليوم في قصف القوات الإسرائيلية بناية سكنية في مخيم الشاطئ للاجئين شمالي غربي مدينة غزة، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بما لا يقل عن ستة صواريخ منزل المواطن "علاء محمد عبد العال أبو حطب"، ودمرة بالكامل على رؤوس قاطنيه، بما في ذلك أسرة "أبو حطب"، وأسرة شقيقته التي لجأت إليه في زيارة بمناسبة عيد الفطر، وهروبًا من القصف العنيف شرق غزة حيث تسكن. وقتلت زوجة "أبو حطب"، وأربعة من أطفالها، إلى جانب شقيقته وثلاثة من أطفالها، فيما بقي طفل رابع تحت الأنقاض، ونجا من الموت طفل وحيد لا يزيد عمره عن 5 أشهر وما يزال يرقد في المستشفى لتلقي العلاج. 

ففي عام 2014، وثق الأورومتوسطي (144) حالة لأسر فلسطينية قضى على الأقل فردان أو أكثر من كل منها خلال عملية "الجرف الصامد" التي شنتها القوات الإسرائيلية على غزة، وبلغ مجموع الضحايا من أفراد تلك الأسر أكثر من 750 فردًا وفق توثيق الأورومتوسطي في حينه.

ويشير الأورومتوسطي إلى أن هذه الغارات جاءت ضمن مئات الغارات الإسرائيلية التي استباحت كل شيء في قطاع غزة، وألحقت دمارًا كليًا أو بالغا بـ 719 وحدة سكنية، فضلًا عن أضرار متفاوتة طالت ما لا يقل عن 4 آلاف منزل ومنشأة، وهو ما جعل أكثر من مليوني ساكن في قطاع غزة أسرى للخوف والهلع والحرمان من الأمن.

وفيما يلي جدول بحالات القتل الناجمة عن استهداف عائلات في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ مساء يوم الإثنين 10 مايو 2021، وحتى فجر السبت الموافق 15 مايو 2021.

 

م

الضحايا

التفصيل

التاريخ

المنطقة

1. 

مقتل صابر إبراهيم محمود سليمان، 38 عاماً، ونجله محمد، 15 عاماً

قصف أرض زراعية

10/5/2021

جباليا

مقتل أميرة عبد الفتاح عبد الرحمن صبح، 58 عاما، ونجلها عبد الرحمن يوسف علي صبح، 19 عاما وهو من ذوي الإعاقة

قصف

تحت الأنقاض

11/5/2021

غزة

 3 

مقتل إياد فتحي فايق شرير، 45 عاماً، وزوجته ليالي طه عباس شرير، 41 عاما، وابنتهما الطفلة لينة، 16 عاما،

قصف

تحت الأنقاض

11/5/2021

غزة

 4

مقتل منذر عبد الكريم محمد بركة، 21 عاما، وشقيقه منار 18 عاما،

قصف مزرعة

11/5/2021

دير البلح

 5 

مقتل نادر محمد الغزالي، ٤٧ عاماً، وابن شقيقه عبد السلام محمود نبيه الغزالي، ٢٨ عاما،

قصف سيارة

11/5/2021

غزة

 6 

مقتل ريما سعد كامل سعد “التلباني”، 31 عاما، ونجلها الطفل زيد محمد عودة التلباني، 5 أعوام

قصف

تحت الأنقاض

12/5/2021

غزة

 7

مقتل سعيد هاشم سعيد الحتو، ٦٧ عاما، وزوجته ميسون زكي هاشم الحتو، ٥٥ عاما، وإصابة نجليه محمد ويارا

قصف سيارة

12/5/2021

غزة

 8

مقتل ميامي عبد الله موسى عرفة، 49 عاماً، وابنتها هديل خالد محمود عرفة، 28 عاماً، وإصابة والدها

قصف

تحت الأنقاض

12/5/2021

خانيونس

 9

مقتل عبد الرحيم محمد عبد الله المدهون، 62 عام، وزوجته حليمة علي محمد المدهون، 65 عاما وفقدان 7 مواطنين، وإصابة 33 مواطنا

قصف

تحت الأنقاض

13/5/2021

الشمال

 10

مقتل رأفت محمد إسماعيل عطا الطناني، 39 عاماً، وزوجته راوية فتحي حسن الطناني، 36 عاما، وأبناؤهما إسماعيل، 7 سنوات، وأدهم، 4 سنوات، وأمير، 6 سنوات، ومحمد، 3سنوات،

قصف

تحت الأنقاض

13/5/2021

الشمال

 11

مقتل منار خضر أحمد عيسى (سلامة)، 39 عاما، وطفلتها لينا محمد محمود عيسى، 13 عاماً،

قصف

تحت الأنقاض

13/5/2021

مخيم البريج

 12

مقتل حور مؤمن جمال الزاملي، 3 أعوام، ووالدتها خلود فؤاد فرحان الزاملي، 27 عاماً، وهي حامل في الشهر السادس

قصف

تحت الأنقاض

13/5/2021

رفح

 13

 مقتل سهام يوسف محمد الرنتيسي، 66 عاماً، وحفيدها إبراهيم محمد إبراهيم الرنتيسي، عامان، وابنها رائد إبراهيم خميس الرنتيسي، 29 عاماً، وزوجته شيماء دياب محمد الرنتيسي، 21 عاماً. كما أصيب 15 مواطناً بجروح

قصف

تحت الأنقاض

13/5/2021

رفح

14

مقتل لمياء حسن محمد العطار، 27 عاماً، وأطفالها الثلاثة إسلام محمد محمود العطار، 8 سنوات، وأميرة،7 سنوات، و”محمد زين الدين”، 8 أشهر،

قصف

تحت الأنقاض

14/5/2021

الشمال

 15

مقتل فايزة أحمد محمد سلامة (45 عاماً)، وإصابة زوجها ونجله

قصف

تحت الأنقاض

14/5/2021

الشمال

 16

مقتل أحمد حاتم محمود المنسي، 34 عاماً، وشقيقه يوسف، 22 عاماً،

قصف

تحت الأنقاض

14/5/2021

الشمال

17

مقتل ياسمين محمد خميس أبو حطب، 31 عاما، وأربعة من أطفالها: يوسف 11 عاماً، ومريم، 8 أعوام، وبلال، 9 أعوام، ويامن، 6 أعوام. وعمة الأطفال مها محمد عبد العال أبو حطب (الحديدي)، 35 عاما، وثلاثة من أطفالها: أسامة، 6 أعوام، وعبد الرحمن، وصهيب، 13 عاماً، محمد صبحي الحديدي. علما أن هناك طفل يحيى 11 عاما مفقود تحت الأنقاض. وانتشل شقيقهم الرضيع ابن الخمسة أشهر مصاباً بحالة متوسطة وبذلك هو الناجي الوحيد. كما أن هناك مفقودين آخرين من الأسرة الثانية تحت التراكم، حيث أدى القصف الى تدمير بالغ في المنطقة المكتظة بالسكان.

قصف

تحت الأنقاض

15/5/2021

غزة

 

ويؤكد المرصد الأورومتوسطي أن إسرائيل تعيد استخدام منهجيتها في تعمد استهداف منازل المدنيين ومسح أحياء سكنية كما حدث في الهجمات العسكرية السابقة، دون أي اعتبار لقواعد القانون الدولي الإنساني، مستغلة بذلك عجز المنظومة الدولية عن محاسبتها عن انتهاكاتها السابقة، وتمتعها برصيد مفتوح من الإفلات من العقاب.

وذكر المرصد الحقوقي أن المادة (25) من لائحة لاهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية تحظر "مهاجمة أو قصف المدن والقرى والمساكن والمباني غير المحمية". كما تنص المادة (53) من اتفاقية جنيف الرابعة على أنه "يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتما هذا التدمير".

ويعد تدمير الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير مخالفة جسمية للاتفاقية بموجب المادة (147) منها، وجريمة حرب بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (المادة 8 (2) (ب) (2)).

وأكد المرصد أنّ صمت المجتمع الدولي، بما في ذلك الموقف غير الحاسم والسلبي من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب في الأراضي المحتلة، ساهم بتصعيد إسرائيل من انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين دون رادع.

ودعا المرصد الأورومتوسطي جميع الأطراف الفاعلة إلى التحرك على نحو حاسم لوقف الهجوم الإسرائيلي العنيف وغير المتناسب على قطاع غزة، وبذل الجهود كافة من أجل وضع حد للعمليات العسكرية التي تحصد في كل ساعة مزيدًا من أرواح المدنيين.

وطالب الأورومتوسطي المحكمة الجنائية الدولية بمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة، وضمّها إلى التحقيقات التي قررت أخيرًا إجراءها في الانتهاكات السابقة، والعمل على محاسبة القادة والجنود الإسرائيليين وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب.