جنيف - أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه العميق إزاء وفاة الشاب "جعفر سليمان الكفري"، من قرية المتاعية جنوبي سوريا بعد وقت قصير من الإفراج عنه من سجن للفيلق الخامس التابع للجيش السوري.
وقال المرصد الأورومتوسطي ومقرّه جنيف في بيان صحفي الإثنين، إنّ شهود عيان أكدّوا أن "الكفري" أفُرج عنه وهو في حالة غياب عن الوعي، مع وجود آثار كدمات عديدة على جسده نتيجة الاعتداء عليه داخل المعتقل.
الهدف المُعلن من تشكيل اللواء الثامن كان حماية المنطقة (محافظة درعا)، غير أنّه تورّط في ارتكاب العديد من الانتهاكات خلال السنوات الماضية، كان أبرزها وجود سجن سري في مدينة بُصرى الشام لاحتجاز الأفراد على نحو غير قانوني.
وذكر أنّ عناصر من اللواء الثامن في الفيلق الخامس اعتقلت "الكفري" بعدما اعتدت عليه بالضرب عقب اقتحام منزل عائلته، وأطلقت النار بشكلٍ مباشر على أحد أقربائه ويُدعى "سامر عبده الكفري"، ومن ثم تم نقله إلى مستشفى مدينة بُصرى الشام الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة من اللواء الثامن.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن عناصر اللواء الثامن داهموا القرية عقب مقتل القيادي في اللواء "طلال الشقران" وعنصر يُدعى "محمد المحيلان"، وإصابة عنصرين آخرين الأربعاء الماضي 7 يوليو/تموز، أثناء تنفيذهم عمليات تفتيش بحثًا عن أحد المطلوبين في القرية، حيث جرت اشتباكات مسلحة بين عناصر اللواء ومسلحين من سكان القرية، ما أدى لوقوع القتلى والجرحى من عناصر اللواء الثامن.
ولفت إلى أن قوات اللواء الثامن داهمت القرية بعد الحادثة، وأحرقت عددًا من المنازل، وشنّت حملة اعتقالات شملت الشاب "جعفر سليمان الكفري" ونحو 35 آخرين، وأودعتهم في سجن القلعة في مدينة بُصرى الشام، ثم أفرجت السبت عن 7 منهم بينهم "الكفري"، بعد تعرضهم لإصابات بالغة نتيجة التعذيب داخل المعتقل.
وفي إفادته لفريق المرصد الأورومتوسطي، قال (أ.ك)، أحد أقارب الكفري: "أفرجت عناصر اللواء الثامن يوم أمس عن جعفر، ولكنّه كان فاقدًا للوعي نتيجة التعذيب الشديد الذي تعرض له، وتم نقله على أثر ذلك إلى مستشفى درعا الوطني ثم إلى العاصمة دمشق نظرًا لوضعه الصحي الحرج".
وأضاف "أُدخل جعفر للعناية المشددة وبقي فيها لساعات ثم فارق الحياة، حيث كان يعاني من نزيف في الدماغ نتيجة تعرضه لكدمات شديدة في منطقة الدماغ، أدت إلى نزيف في منطقتين مختلفتين منه، إضافة إلى كدمات في منطقة الصدر، ونقص في مادة الكرياتين نتيجة الجفاف الأمر الذي تسبب بخلل في عمل الكليتين".
ووثق فريق المرصد الأورومتوسطي إفادة قال أحد الشبان المفرج عنهم، وفضّل عدم ذكر اسمه خشية على سلامته: "تعرضنا لتعذيب الشديد داخل سجن القلعة، وضعونا في زنزانة واحدة، وبدأوا بتعذيبنا على نحو متتالٍ، مستخدمين الأسواط والسلاسل والأدوات الحادة والعصي الغليظة. كان يتناوب على تعذيبنا من 3 إلى 4 أشخاص من عناصر اللواء الثامن".
من جانبه، قال الباحث في المرصد الأورومتوسطي عمر العجلوني إنّ هجوم أهالي قرية المتاعية على عناصر الفيلق الخامس لا ينبغي أن يخلق ردة فعل خارج إطار القانون، إذ ينبغي على عناصر الفيلق الالتزام بالضوابط القانونية لدى تعاملهم مع الأفراد في جميع الظروف.
وبيّن الأورومتوسطي أنّ الهدف المُعلن من تشكيل اللواء الثامن كان حماية المنطقة (محافظة درعا)، غير أنّه تورّط في ارتكاب العديد من الانتهاكات خلال السنوات الماضية، كان أبرزها وجود سجن سري في مدينة بُصرى الشام لاحتجاز الأفراد على نحو غير قانوني، كما سُجّلت عدة حالات وفاة تحت التعذيب على يد عناصر اللواء، كان آخرها وفاة "الكفري" يوم السبت.
ودعا المرصد الأورومتوسطي وزارة الدفاع السورية إلى فتح تحقيق فوري في وفاة "الكفري" تحت التعذيب، ومحاسبة جميع المتورطين في الحادثة، والإفراج الفوري عن معتقلي قرية المتاعية، ووقف كافة أشكال التعذيب والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون داخل السجون.