لم يختلف شهر أغسطس من عام 2021 عن الأشهر التي سبقته، إذ استمرت الحكومات باعتقال النشطاء وقمع المعارضين في انتهاكٍ لحقوقهم المشروعة في حرية الرأي والتعبير، كما واستمرت بالعمل خارج منظومة القانون بما يشمل الإخفاء القسري والمنع من السفر والتعذيب.
فعلى سبيل المثال لا يزال الانفلات الأمني في ليبيا يشكّل خطورة على سيادة الدولة، وفي مصر تكرر تقييد حركة السفر بحق النشطاء والمعارضين، واستمرت انتهاكات حقوق الإنسان وممارسات التعذيب في السجون ومراكز الاحتجاز وأبرزها سجن الايغور السري في الإمارات، أما في لبنان فتستمر الحصانات على المسؤولين بتكريس سياسة الإفلات من العقاب فيما تزال صدمة انفجار مرفأ بيروت حاضرة في أذهان اللبنانيين.
ورغم استمرار الانتهاكات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل واسع، وما يترتب على ذلك من مسؤولية تقع على عاتق المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم، فإنه من المهم أيضًا الوقوف على الخطوات الصغيرة التي تنتج -على المدى الطويل- قفزات كبيرة باتجاه وضع حد للانتهاكات وإنصاف الضحايا.
خلال شهر أغسطس/آب 2021، بذل فريقنا جهده إلى جانب منظماتنا الشريكة لإحداث تغيير حقيقي على طريق الحد من الانتهاكات والاعتداءات على الحريات الأساسية في كل من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا. لذلك، نحن فخورون لمشاركتكم إنجازات حقوقية ساهم فريق الأورومتوسطي في العمل عليها مع عشرات المنظمات الدولية والإقليمية حول العالم.
ليبيا
في 17 أغسطس/آب، ظهر رئيس ديوان الحكومة الليبية "رضا فرج الفريطيس" في مقر الحكومة بمدينة بنغازي عقب اختطافه على يد مسلحين لمدة أسبوعين تقريبًا في منطقة الظهرة في العاصمة طرابلس.
وكان المرصد الأورومتوسطي طالب الحكومة الليبية بضرورة بذل كل الجهود الممكنة لمحاربة ظاهرة الاختطاف والإخفاء القسري في البلاد، وتوفير الحماية اللازمة للأفراد والمسؤولين الحكوميين، محذرًا من خطورة الانفلات الأمني على وجود وسلطة المؤسسات الرسمية في البلاد.
مصر
في تاريخ 30 أغسطس/آب، أطلقت النيابة العامة سراح المدون الرقمي "شادي سرور"، والناشط السياسي "زياد أبو الفضل"، والباحثة "شيماء سامي".
وفي اليوم ذاته اتخذت الحكومة المصرية خطوة إيجابية أخرى بإغلاقها دعوى جنائية بحق 4 منظمات متهمة بتلقي تمويل أجنبي، كما رفعت أسماء 3 من نشطاء تلك المنظمات، وهم المحامي نجاد البرعي وإسراء عبد الفتاح وأحمد غنيم، من قوائم الممنوعين من السفر وترقب الوصول والمنع من التصرف في أموالهم.
على مدار السنوات الماضية، طالب المرصد الأورومتوسطي السلطات المصرية بالحد من تقييد المجتمع المدني وقمع الأصوات المعارضة وسجن المنتقدين والمعارضين السلميين الذين يواجهون التعذيب وظروف السجن القاسية واللا إنسانية.
الإمارات
أصدر رئيس دولة الإمارات، خليفة بن زايد، في 30 أغسطس/آب، قانونًا اتحاديًا يقضي بإنشاء "الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان" لتعزيز المكانة الإقليمية والدولية للإمارات في حقوق الإنسان، ونشر ثقافة حقوق الإنسان وتوعية المجتمع بها.
وكان المرصد الأورومتوسطي دعا -في أكثر من جانب- دولة الإمارات إلى إيلاء اهتمام لحقوق الإنسان ومراجعة قوانينها وممارساتها التي تنتهك حقوق الإنسان والقوانين الدولية الموقعة عليها، وكان آخرها حول احتجاز أفراد من الإيغور بسجن سري ومعاملة آلاف العمال المهاجرين بشكل عنصري.
لبنان
أصدر القاضي "طارق بيطار"، في تاريخ 31 أغسطس/آب، مذكرة توقيف وجاهية بحق "هاني الحاج شحادة"، عضو المجلس الأعلى للجمارك السابق، وواحد من المسؤولين الذين كانوا يعلمون بوجود شحنة النترات في المرفأ.
تمثل هذه الخطوة تقدمًا لافتًا في مسار التحقيقات الذي ظل مجمدًا لنحو عام بسبب موضوع الحصانات والعراقيل الخارجية التي قلصت استقلالية القضاء، وهو ما ذكره تقرير للمرصد الأورومتوسطي تحت عنوان "الانزلاق إلى الهاوية"، مطالبًا بتطبيق القانون ومعاقبة كل من يخالفه ويخرقه.