جنيف - شارك أعضاء من مشروع "لسنا أرقامًا"- أحد مشاريع المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان- بشهادات حية حول حصار غزة والهجمات العسكرية الإسرائيلية على القطاع خلال مهرجان "الحزام الأخضر" الذي أُقيم في مقاطعة " نورثامبتونشير" وسط بريطانيا، في المدة بين 26 و29 أغسطس/ آب المنصرم.

وفي جلستين منفصلتين من تنظيم منظمة "آموس ترست" الشريكة، عبر كل من "أحمد الناعوق"، عضو مجلس إدارة المشروع، و"ملك مطر"، الكاتبة في المشروع، عن تجاربهما في العيش تحت الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2006، من خلال كلمات ولوحات صوّرت معاناة سكان القطاع الذين تجاوز عددهم المليوني نسمة.

وتحدث "الناعوق" عن فكرة ومنجزات مشروع "لسنا أرقامًا" الذي أطلقه الأورومتوسطي مطلع عام 2015، بما في ذلك الحاضنة التي يوفّرها المشروع للشباب ضحايا الاحتلال ممن يستخدمون الفن والكتابة للتعبير عن قضاياهم ومجتمعاتهم.

وقال "الناعوق" خلال جلسة المهرجان: "بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 بأشهر معدودة، أطلق المرصد الأورومتوسطي مشروع "لسنا أرقامًا" لتمكين الشباب واللاجئين الفلسطينيين من إسماع العالم صوتهم، ونشر قصصهم الإنسانية التي عادة ما تختفي خلف الأرقام."

   نطمح من خلال مشروع "لسنا أرقامًا" إلى كسر الصورة النمطية السلبية المنتشرة في المجتمع الغربي عن الضحايا، وتحدي التغطية الإعلامية الغربية المنحازة وغير المهنية   

أحمد الناعوق، مسؤول التواصل والمناصرة في الأورومتوسطي

وأضاف، "نطمح من خلال مشروع "لسنا أرقامًا" إلى كسر الصورة النمطية السلبية المنتشرة في المجتمع الغربي عن الضحايا، وتحدي التغطية الإعلامية الغربية المنحازة وغير المهنية".

وأشار إلى أنّ "إسرائيل كرّست سياسات الفصل العنصري والاضطهاد ضد الفلسطينيين منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية، حيث وقع الشباب واللاجئون ضحايا لتلك السياسات، مضيفًا: "نقدّم في مشروع لسنا أرقامًا منبرًا لهؤلاء الضحايا لكتابة قصصهم الشخصية وإسماع أصواتهم".

وفقد "الناعوق" -والذي كان يبلغ من العمر حينها 19 عامًا فقط- شقيقه في الهجوم الإسرائيلي على غزة عام 2014، إذ ألهمت قصّة شقيقه فكرة إطلاق المشروع.

ومهرجان "الحزام الأخضر" مهرجان سنوي يقام عادة في أغسطس/آب، ويهدف لدمج الفن بالأنشطة، ويُقام برعاية ودعم مجموعة من الأشخاص الذين "يسعون لأن يكون المهرجان احتفالًا بين الأجيال المختلفة، وشاملًا ويتقبّل الجميع، بغض النظر عن أعراقهم أو أجناسهم أو معتقداتهم أو خلفياتهم".

بدورها، عرضت عضو المشروع "ملك مطر" لوحاتها التي وصفت معاناة الضحايا في القطاع المحاصر.

وقالت "مطر": "الفن جزء أساسي من هويتي كفلسطينية من غزة. أنا أرسم مشاعري، مشاعر الفرح والحزن وأرسم نضالي كفلسطينية".

وأضافت، "الفن، بكل أشكاله، ربما يكون أهم وسيلة للتعبير عن الذات. إنّه توثيق لما مر به الناس عبر التاريخ، كما يساعد على تشكيل الثقافة، ويميّز البلدان عن بعضها، لكنّ الأهم من ذلك كله أنّ الفنّ يمثّل شكلًا من أشكال المقاومة يستخدمه المضطهدون ومن هم تحت الاحتلال".

وأبرزت "مطر" الحاجة الكبيرة إلى استخدام الضحايا الفلسطينيين للفن كلغة أساسية لنقل روايتهم بشكل مباشر، مؤكدة أنّ مشروع "لسنا أرقامًا" مثّل جسرًا بين الفنانين الفلسطينيين والعالم".

وأضافت "مشروع "لسنا أرقامًا" مهم جدًا لأنه يربط قطاع غزة المحاصر ثقافيًا وأدبيًا وسياسيًا مع العالم".

من جانبه، قال مدير منظمة "آموس تراست"، "كريس روز": سعداء بالشراكة مع مشروع "لسنا أرقامًا" في زاويتنا في مهرجان الحزام الأخضر، والتي نهدف من خلالها إلى تقديم كبار الفنانين التشكيليين من غزة، واستكشاف الدوافع والإحباطات والحقائق عن كونهم فنانين تحت الحصار".

وعرضت منظمة (آموس تراست) خلال المهرجان فيلمًا وثائقيًا من إنتاج المرصد الأورومتوسطي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين حول زينب القولق، وهي فنانة فلسطينية فقدت 22 فردًا من عائلتها خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة في 2021.