منذ مدة، ولا سيما في الأسابيع والأيام الأخيرة، تتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة، وخاصة في الحرم الشريف، الذي يضم المسجد الأقصى. متطرفون إسرائيليون، ومن بينهم مسؤولون حكوميون، يصعدون تحريضهم ضد الحرم، وينتهكون مرارا حرمته، بما في ذلك اقتحام ساحاته بالعنف من قبل قوات الاحتلال، مما يزيد التوترات ويستفز المشاعر الدينية للمسلمين، وهو ما يمثل "ناراً تحت الرماد"، يُخشى من عدم السيطرة عليها بما يؤدي إلى تأجيج التوتر على الأرض، وتأزيم الوضع المتأزم أصلاً، وهو ما لن يكون في صالح أي من الأطراف.

ولعله صحيح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" صرّح في أكثر من مناسبة أن اسرائيل لا ترغب في تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، غير أن الفلسطينيين جربوا تصريحات كهذه في مواقف مشابهة لم يصدق فيها نتنياهو، لعل من أبرزها تصريحه المتعلق بإقامة دولة فلسطينية ثم التنكر لذلك في موقف آخر والإعلان أن ذلك لن يكون أبداً.

ومما يزيد من مخاوف الفلسطينيين، تجربتهم السابقة بتقسيم "الحرم الإبراهيمي" في الخليل. ففي عام 1994، قتل مستوطن يهودي 29 فلسطينيا في المسجد، فيما قامت السلطات الإسرائيلية رداً على ذلك بإعطاء للتقسيم القسري للمسجد مع المستوطنين مجالاً أوسع. مثّل هذا الأمر في حينه سابقة يخشى العديد من الفلسطينيين من أن الاحتلال الاسرائيلي سيحاول تكرارها في المسجد الأقصى، وهذا يجعل من أي إجراء يمنع المسلمين من الوصول للأقصى يُقابل بحساسية عالية.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، من خلال هذا التقرير، يرصد التصعيد الإسرائيلي في استفزاز المشاعر الدينية للمسلمين منذ بداية العام الحالي، وأهم الانتهاكات التي قامت بها القوات الإسرائيلية في هذا الصدد، وذلك من أجل دق ناقوس الخطر، والضغط لوقف هذه الانتهاكات، والحفاظ على الوضع كما كان عليه قبيل سنوات، باعتبار القدس رمزا للسلام والتسامح الديني العالمي.

 

لمطالعة التقرير كاملاً عبر الرابط التالي: هنا